تميّز الرسول صلى الله عليه وسلم منذ صغره بالذكاء والأمانة والإخلاص والنشاط، فإمتاز بين عرب قبيلته وكان محبوباً فيهم، حتى إن العديد من كتّاب الغرب كتبوا عنه ومدحوا عهده وأشادوا به من أمثال جورج برناردشو -كاتب ومؤلف أيرلندي- الذي قال: إن العالم أحوَج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائمًا موضع الإحترام والإجلال، فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيّات، خالد خلود الأبد، وإنِّي أرى كثيرًا من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بيِّنة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة -يعني أوروبا- أرى واجبًا أن يُدْعَى محمدٌ صلى الله عليه وسلم مُنقذَ الإنسانية، وإنَّ رجلاً كشاكلته إذا تولى زعامة العالم الحديث فسوف ينجح في حَلِّ مشكلاته.
فقد علّم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة كيف يبنون الحضارة، وذلك من خلال تقويم سلوكهم وتعديل أنماط حياتهم، فتحوّل عمر بن الخطاب رضي الله عنه من رجل عصبي الفكر، قَبَلي النزعة قاسي الملامح، إلى قائد منفتح الفكر، لطيف المعشر، ليِّن الطبع.
ويبقى الســــؤال:
لهذا خلّده التاريخ بإعتباره أحد أهم الحكام في تاريخ الحضارة الإسلامية، حتى إننا في عصرنا الحالي ما زلنا نعشق هذا الصحابي ونسعى إلى جعل أبنائنا مثله، وبهذا كان سيدنا عمر محبوباً وقائداً للمسلمين.
وتَتَابع سِحْرُ المحبوب القائد للمسلمين عبر الأجيال فظهر عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه ونور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم الكثير...
في القرن الواحد والعشرين:
إتسمت هذه الحقبة بتسارع الإكتشافات، وتحوّل العالم إلى قرية كونية في ظل تواتر وسائل النقل والإتصالات وإنتشار الإعلام ووسائله في كل الأماكن، وتطورت البرامج الإعلامية وسيطرت على ثقافة أمتنا وباتت تُسيّرنا كيف تشاء، وظهرت البرامج الترفيهية والمسابقات المختلفة التي تهافت عليها العرب والمسلمون من كل حدبٍ وصوبٍ وكأنها مصباح علاء الدين الذي سيغير حياتهم من اللون الأسود إلى الأبيض، حتى إن الناس الذين لا يجرؤون على المشاركة فيها علناً يشاركون من خلف الكواليس وذلك عبر التصويت لمن يستحق إن يفوز ويكون بذلك محبوباً للعرب سواءً كان في الرقص والغناء والتمثيل، أو في الإستعراض التهريج الجمال...
أجل، تحوّلت أمتنا من أمة كانت تجلس وتتشاور في شؤون الدولة العظمى كالخلافة وشؤون الناس والأمور المالية والإقتصادية وغيرها من أجل أن تختار الرجل المناسب والحل المناسب للمشاكل... إلى أمة ترسل صوتها من أجل اختيار راقصتها المفضلة أو مغنيها الشحرور.
وفي إستطلاع رأي شريحة من الناس عن الصفات الحقيقية التي يجب أن يتمتع بها محبوب المسلمين:
التحول إلى محبوب الله:
عندما تكون محبوباً لله ستكون محبوباً لأمته، وسيفتح لك الله أبواباً لم تكن تعلم أنها موجودة أصلاً.
ومما يساعد على كسب محبة الله تعالى -إضافة إلى ما ذُكرَ في استطلاع الرأي:
• قراءة القرآن بتدبر.
• التقرب إلى الله بالنوافل.
• التأمل والتفكر في خلق الله.
• كثرة الذكر.
• مساعدة الناس -مادياً، معنوياً، اجتماعياً...-.
وتكون محبوباً للناس بأمور ورد ذكرها في السنة الشريفة، ومنها:
* عدم الطمع فيما عندهم وبين أيديهم: عن سهل بن سعد الساعدي قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دُلّني على عمل إذا عَمِلته أحبني الله، وأحبَني الناس، فقال: «ازهد في الدنيا يحبّك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس» رواه ابن ماجه وغيره.
* إفشاء السلام: ففي الحديث: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا أولا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببَتْم: أفشوا السلام بينكم» رواه مسلم.
* مبادرة الناس بالكلمة الطيبة والبسمة الصادقة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تبسّمُك في وجه أخيك لك صدقة» رواه الترمذي.
* والتعامل معهم بما يحب أن يعاملوه هم: وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ عدم ذلك يعني عدم الإيمان فقال: «لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه» متفق عليه.
* الخلُق الحسن والكلمة الطيبة.
* الهدية، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا» رواه البخاري.
الكاتب: بثينة عشاير.
المصدر: موقع منبر الداعيات.